يوماً ما ..
عندما أجيء إليك ..
كي أعيد لك ..
نصف القلب الأبيض ..
ونصف القلادة الفضية ..
ونصف القمر المضيء ..
ونصف الحلم الجميل ..
كنت أكذب ..
لكني صدقت ..
يوماً ما ..
سأجيء إليك ..
كي أعيد إليك قصائد الشعر ..
وبقايا الأحلام المجنونة ..
وقصاصاتك الورقية ..
كنت أكذب ..
لكني صدقت ..
يوماً ما ..
سأجيء إليك ..
كي أخبرك بحزن ..
أن ورودك قد ماتت ..
وحسّك الجميل قد مات ..
وعصفورك الصغير قد مات ..
وأنه تم إغلاق القضية ..
كنت أكذب ..
لكني صدقت ..
يوماً ما ..
ساجيء إليك ..
كي أقتلك متعمدة ..
بآخر الأحلام ..
وأخر الأنباء ..
وآخر العشاق ..
وأسرد لك تفاصيل الحكاية ..
كـ النشرة الإخبارية ..
كنت أكذب ..
لكني صدقت ..
يوماً ما ..
سأجيء إليك ..
كي أعتذر منك ..
لأني منحتك أكبر من حجمك ..
واستضفتك في قلبي ..
وتجولت معك في خيالي ..
وراقصتك تحت أمطار أحلامي ..
كنت أكذب ..
لكني صدقت ..
يوماً ما ..
سأجيء إليك ..
كي أبوح لك ..
بأني أدركت متأخرة ..
أن الحب شيء آخر ..
ليس أنت ..
وأن الحنين شيء آخر ..
ليس أنت ..
وأن الغيرة شيء آخر ..
ليست أنت ..
وأن الحكاية ..
نزوة طفولية ..
كنت أكذب ..
لكني صدقت ..
يوماً ما ..
سأجيء إليك ..
كي أقول لك شكراً ..
لأنك أدركت قبلي ..
عمق المساحة بيني وبينك ..
وحاولت أن تشرح لي جاهداً ..
الفرق الشاسع ...
بين السماء .. والكرة الأرضية ..
كنت أكذب ..
لكني صدقت ..
يوماً ما ..
سأجيء إليك ..
كي أبرهن لك ..
أني ما زلت على قيد الحياة ..
وأن رحيلك لم يقتلني كما ظننت ..
وأن غيابك .. كان حزناً تافهاً ..
وأن جرحي .. كان سحابة صيفية ..
كنت أكذب ..
لكني صدقت ..
يوماً ما ..
سأجيء إليك ..
كي أثبت لك ..
أني كسرت .. خلفك الجرار ..
وأغلقت بعدك الأبواب ..
وأصبحت أنثى خارقة ..
أنثى عظيمة ..
أنثى قوية ..
كنت أكذب ..
لكني صدقت ..
كم كنت غبية ..
عندما فكرت أن أطرق بابك ..
لأهديك وردة حمراء ..
وأقرأ لك قصيدة ..
كتبتها في عينيك ..
و أصف لك ..
طعم الأيام في غيابك ..
فقد كنت أكذب .. وأكذب .. وأكذب ..
لكني صدقت !!