رشاد ماجد
المدير العام
| موضوع: إن أكرمكم عند الله اتقاكم 14.07.13 2:22 | |
| @@((إن أكرمكم عند الله اتقاكم))@@ ************************** روي عن الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) انه قال الناس من خوف الموت في موت , ومن خوف الفقر في فقر , ومن خوف الذل في ذل ). فالموت لاجدال حوله , فهو أمر لابد منه ولا مفر منه يلاحقنا أينما كنا , والخلود والأبدية لله تعالى فقط , حيث يضع الموت حدا فاصلا لشقاء الإنسان وسعادته ومطامحه اللانهائية , فهو بمجرد ذكره يعيد الإنسان إلى السبيل القويم الذي قد ينحرف عنه أحيانا , ومسرحية الحياة لابد لها من نهاية , وفترة التمثيل على خشبتها لاتطول رغم الكلام الكثير والحركات المتنوعة . ومادام الأمر هكذا فلماذا لانجيد التمثيل ونؤدي أدوارنا خير أداء ودون تحفظ ؟ وإذا أمعن الإنسان في هذه المسرحية بمجملها وبدقة وجد نفسه أمام مشهدين ماثلين تتحرك فيهما أشخاصهما , والمشهد الثاني مكمل للأول : ففي المشهد الأول نرى جماعة نسوا أنفسهم في غمرة ملذات الحياة ومسراتها المادية , وهم يجهلون أو يتجاهلون مايعاني إخوتهم من شقاء وبؤس على هامش الحياة , وفي المشهد الثاني نرى جماعتين متناقضتين : جماعة سعيدة ومطمئنة لما ينتظرها في عالمها الجديد , وجماعة نراهم في الزاوية المقابلة من مسرح تلك الحياة الأبدية خائفين مضطربين تبدو وجوههم متجهمة . أما الفقر , فرغم أن الفقراء هم أكثر الناس عناءا في الحياة ويتحملون القسط الأوفر من بؤسها وشقائها , لكن الحقيقة اكبر من القدرة على تحملها , فالفقراء هم أكثر الناس منطقية وواقعية ينظرون لجوهر الأمور لا مظاهرها البراقة , والقناعة عندهم كنز لايفنى , يمدون أيديهم الناصعة بثقة وصفاء لإخوتهم , ويشدون من أزرهم , ويزرعون الخير أينما كانوا بجد وإخلاص ونكران ذات , وهم أصحاب عقول سليمة وقلوب ناصعة وأرواح زكية , وهم كالشمعة تحترق لتضيء الدرب للآخرين , أو كالقمر الذي يهب الناس ما لديه من ضياء وهو أحجار وبراكين . إذن ليس الغني من يمتلك المال الكثير والجاه العظيم , ولكن الغني من يستغني عن المال والجاه فيصبح غني النفس وغناه نابع من ذاته لا من خزائنه . إذن فلماذا يخاف الناس الفقر وهم أغنياء وأعزاء النفوس ؟ وأما الذل فالإنسان رفض الخضوع والاستسلام لبشر مثله , فهو مجدد ومبتكر ورائد الفكرة العصرية والنظم الحديثة ,وهو مؤمن وبشكل قاطع بالمعادلة القائمة على الأخذ الدائم مع العطاء الدائم , ويحاول ليوازن بين الواجبات الملقاة على عاتقه والحقوق المشروعة له , وبالتالي تقوم بين الناس جميعا روابط الإخوة والمحبة , ويكون المجتمع البشري نظيفا من الحقد و الكراهية والبغض وجميع الصفات المذمومة . إذا لاداعي لان يعتبر الإنسان نفسه ضعيفا ذليلا ما دام هو كالآخرين من أبناء جنسه لاتميزه عنهم أية ميزة , لقوله تعالى ياايها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم ) صدق الله العلي العظيم . | |
|