الإبحار في اللونْ


.
الشامَةُ تعْلوها شامه
في العنْقِ الأمْلودِ المرمرْ

وَاللونُ نبيذٌ، لا أشْهى
من خَمْرٍ وُشّيَ بالأحمَرْ

أمّا العَيْنانِ فقلْ بَحْراً
كَمْ يَحْلو لي فِيهِ أسْهَرْ

أمّا الشَفَتانِ فَلا وَصْفٌ
عنّابٌ حُلّيَّ بالسُكَّرْ

أمّا الخَدّانِ فَتُفاحٌ
من تُفّاحِ الشامِ الأشْهَرْ

في لحْظَة صِدْقٍ حِرْتُ بها
وَمَضى فيها قلبي أبْحَرْ

هلْ حُبٌ حَطّ بِلا زَمَنٍ
في قَلْبي ، أمْ أمل أزْهَر

أم رِحْلَة ِ شَوْقٍ أغوَتْني
أمْ إلْهامٌ عِبري يَرْحَلْ

أمْ لوْحَة شِعْرٍ أرْسمُها
عن عَيْنَيكِ عِبْرَ الدَفْتَرْ

أم قِصّة حُبٍّ أكْتُبها
منْ وَحيكِ باللوْنِ الأخْضرْ

بوحي ، فَالرِحلَةُ في زَمَني
تِيْهٌ لمْ يَعْبرهُ آخرْ

وَطَريقٌ مَجهول الخطواتْ
زَمَنٌ يَتَحوّل يَتَغَيّرْ

وهُمومٌ تَنْزفُ في صدْري
تتماوَجُ ، تَهْدَأُ ، تَتَمحْوَرْ

وَأنا كالقاربِ في الإعصار
يَتَقاذفني الموْج الأكبَرْ

وأظلُّ أظُّلُّ بلا زَمَنٍ
أبحَثُ ، أتناسى ، أَتذّكَرْ

أبحَثُ عن دَرْبٍ أسلكهُ
يَتَهافت خطْوي يَتعثَّرْ



مماراق لي